
من جماليات الشريعة الإسلامية
بقلم السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد
كاتب و باحث و تربوي مصري ٠
” سن الزواج – توقيع الكشف الطبي للزوجين – توثيق عقد الزواج – علة الزواج على مذهب أبي حنيفة – توثيق الطلاق – إعلان الزوجة في حالة الرغبة في زواج ثان ٍ – للقاضي حق التفرقة بين الزوجين في وقوع ضرر ” ٠
عزيزي القارىء الكريم ٠٠
في البداية من خلال دراستي للفقه و أحكام الأسرة و الأحوال الشخصية كانت هذه التأملات و الملاحظات حول رابطة الزوجية حقوق وواجبات حيث تغيرت البيئة و الرجال ٠٠ معاً ٠
و فسدت العِشرة وإقامة طرق ملوية تضيع النسب و الأموال هلم جرا ٠٠
فرصدت هذه الظواهر و بعض القضايا المعاصرة من منظور الشريعة الغراء الخاتمة ، و من باب الثقافة الاسلامية حتى نكون على دراية و تجربة ، و لا مانع من الاضافة و البيان أيضا ٠
و من ثم نلمح بل نجد أن الشريعة لا تحرم و لا تمنع النظر في أحكام الأسرة من خلال مستجدات الحياة بصورها و اشكالها ٠٠
فقد حرصت الشريعة على تنظيم أمور العلاقات الاجتماعية حفاظا على الحقوق و الواجبات كي نرتقي بأسلوب و رسالة الزواج في إطار الحياة الجميلة ، مع الأخذ في الاعتبار و تبصرة الهدف الأسمى هو صيانة و ضمان هذه الاساسيات ، و التي لا يتنافى شكلا و مضمونا ، و لا تتصاد مع جزهر النصوص القرآنية و السنة النبوية الصحيحة بفهم الصحابة و التابعين و الفقهاء النابهين ، هذا بالطبع ملازم لحركة و تطور البيئة الاجتماعية في النهاية ٠٠
و نستعرض بعض القضايا بنظرة معاصرة تأصيلية وذلك على النحو التالي ، و منها على سبيل المثال و النماذج تطبيقا:
– تحديد سن الزواج للزوجين من سن ١٨ سنة ، وذلك من أجل الصحة و التعليم و النضج و رجاحة العقل و تحمل دور المسؤولية و الاعتماد على النفس حتى نقلل من المشكلات الأُسرية لاحقا في المستقبل و تقليل درجات الضرر و في هذا منفعة و هي من صحيح مقاصد الشريعة فلا بأس في هذا العمل ٠
– الكشف و الفحص الطبي قبل عقد الزواج عام ١٩٩٤ م ، لتبصرة الطرفين بالأحوال الطبية و سلامة استقبال المتغيرات و الصلاحية للانجاب و بيان حالة العقم و ذلك من باب الرضا و الاستعداد و التهيئة أيضا ٠
– توثيق عقد الزواج بدأ في مصر عام ١٩٣١ م ٠
و يكون الزواج على مذهب الإمام أبي حنيفة لأنه يجوز أن تزوج المرأة نفسها و تكليف موكل سواء كان ولي أو غير ولي عنها مع تطابق بنود العقد الصحيح ٠
– و توثيق عقد الطلاق عام ٢٠٠٠ م لضمان الآثار المترتبة و النتائج لحفظ النسب و حقوق الطرفين ٠
و توثيق الزواج و الطلاق له شروط يجب ان تتوافر كما في كتب الفقه و الشريعة ، مع مراعاة ضبط بنود العقد الطلاق و العدة و التوثيق ، عند وقوعه و المراجعة بعقد جديد إذا انتهت العدة ٠٠
من جماليات الشريعة الإسلامية
– الزواج على الزوجة يجب إعلانها حفاظا على حقوقها :
و في حالة الرغب في زواج الزوج بزوجة ثانية لابد من إعلان الزوجة بالزواج حتى لا تفاجىء بعد ذلك و هي على قيد الحياة أو بعد وفاة الزوج و يقوم الإخبار بذلك و يؤدي إلى ظلم أو تدليس ، و لذا تكون من الحكمة معرفة الزوجة بكل هذا إذا وافقت كان بها و نعم ، و إذا رفضت تخير في الابقاء أو المفارقة دون إنقاص من حقوقها ٠٠
– يجوز سفر الزوجة بموافقة الزوج في سفر مشروع علاج بعثة علمية و موظفة في مهام رسمية ٠٠
و عدم منع الزوجة في مواصلة التعليم و العمل و البحث العلمي و السفر إلى بحثة علمية مع ضمان كافة طُرق السلامة إذا كانت فوق ٢١ سنة بالغة عاقلة راشدة تحافظ على عقدة الرابطة ٠
– و للقاضي حق التفرقة بين الزوجين عندما تستحيل العشرة و يغيب الوفاق ووقوع الضرر لرفع المحذور و التعنت بيقين و أدلة دامغة تستحق النظر و الفصل ٠
وقد وضحت كتب الفقه و احكام الأسرة و أخيرا الأحوال الشخصية ، كل هذه الأمور فيما لا يتعارض مع الشرع و الأحكام مع مراعاة المصالح بدون أي ضرر مادي و معنوي و هذا من جماليات الشريعة و مقاصدها النبيلة لصيانة النفس٠
هذه كانت بعض النقاط و القضايا التي لفتت نظري و توقفت أمامها و حولها من كافة الاتجاهات ، و من ثم أجد لا غضاضة و لا ضرر في طرحها من باب الثقافة الإسلامية بغية صيانة المجتمع و ضبط نظم الحياة الاجتماعية السليمة ، و كل هذا بلا شك وجدال من حسن مقاصد الشريعة دائما ٠
و للحديث بقية إن شاء الله ٠
و على الله قصد السبيل ٠